La main à la pâte
هل يمكن للبراكين أن تخمد للأبد؟
18/01/2004
تاريخ
 
Karine Dohen
سؤال من
 

تحية طيبة، كثيرا ما اخلط بين البراكين الخاملة والبراكين النشيطة فقد ظننت دائما أن براكين وسط فرنسا خاملة. في حين احضر أحد التلاميذ لي كتاباً حديثاً يقول أن البراكين ليست بالخاملة وإنه يمكنها النشاط في أي وقت. فقمت بالبحث على الانترنت فوجدت أن البركان الخامل هو البركان الذي لم يتعرض يوم ولن يتعرض أبدا للثورة. فكيف تتكون إذا تلك البراكين؟ ولماذا يطلق عليها اسم براكين؟ أشكركم للتوضيح.

 

 
 
01/02/2004
تاريخ
 
إجابة من
 

يبدو لي أن سؤالك متعلق أكثر بمشكلة على مستوى المفردات أكثر من كونها مشكلة جيولوجي. ففي الواقع من وجهة نظر جيولوجية، تصنف البراكين إما نشيطة أو غير نشيطة (أي لا تثور) وهي قد تدخل مرة ثانية في المرحلة النشطة أو تبقى دائما في هذه الحالة غير النشيطة. ولكن في الوصف الإنساني، نقول في الكلام الدارج أن البركان نشط أو بركان خامل وبركان خامد، أي كان المفردات المستخدمة، اعتقد أن أهم شيء هو التطرق للبركانية بتناول بسيط وشامل:

  1. هناك بعض مناطق على سطح الأرض حيث يظهر للأرض نشاط غير مستمر في الوقت يتميز باندفاع مواد صلبة وسائلة وغازية في الهواء وسيلان لمواد مائعة (ثورة البركان). وتكون جميع تلك المواد حارقة (وهي درجة حرارة انصهار الصخور) وحين تبرد هذه المادة المائعة تتصلب مكونة بذلك الصخور وتتكون حول الفوهات والشقوق البركانية تكوينات صخرية نتيجة لتراكم المواد المقذوفة من البركان. بالنسبة للجيولوجيين، يعبر مصطلح "بركان" عن مجموعة البنية التي يمكن رؤيتها فوق سطح الأرض وكذلك جميع الأنظمة غير المرئية تحت السطح في الأعماق التي تعمل على تنشيط البركان. ويتحكم نشاط الأرض وخاصة بنية طبقات الأرض في ظهور البراكين التي تظهر سواء عن أطراف الطبقات أو في اضطرابات أعماق الأرض.
  2.  يعتمد نشاط البركان على عدة عوامل ترتبط بالنشاط الداخلي في الأرض وعلى تبدل الأوضاع المحلية حول البركان. يمكننا على سبيل المثال العثور على براكين تحتوي على بحيرة حمم والتي تفيض من حين لآخر، وبالتالي يكون النشاط في هذه الحالة دائماً، كما يمكننا العثور على براكين تفصل بين ثوراتها بضعة ساعات أو عدة أيام أو بضعة أعوام. وبالتالي يكون النشاط الملحوظ متقطعاً ولكن يمكننا افتراض أنه يرتبط بظاهرة بطيئة ومستمرة تتسبب في تكرار الحدث الكبير نتيجة لحدوث تراكم واحد. وفي الفترة التي تفصل بين الثورتين يكون فيها البركان غير نشيط.
  3.  إذا بقيت الظروف الداخلية التي تسمح بحدوث البركان مستقرة كما هي، فإن نشاط البركان يستمر حتى وإن فصلت فترة زمنية طويلة بين الثورتين مما قد يجعل البعض يظن على سبيل الخطأ أن ثورات البركان قد انتهت، أما إذا تغيرت الظروف الداخلية بما يكفي فإن النشاط البركاني يختفي ويبقى البركان على حالته الخامدة بعد آخر ثوراته وتبدأ عوامل التعرية في تفتيته. غالبا ما يكون من الصعب تقدير إذا كانت الظروف الجيولوجية قد تغيرت بما يكفي لكي تختفي الثورات لذلك يكون الجيولوجيون في غاية الحذر والتردد في إعلان أن بركاناً ما أصبح غير نشيط. هناك مثالان يمكنهما توضيح الأمر: قد لوحظ على سلسة من براكين المحيط الهادي أن مجموعة من تلك البراكين واقعة في الأطراف وحدها بقت نشطة (في جزر هاواي على سبيل المثال) وتفسير هذه الظاهرة هو حدوث تحرك للطبقات فوق إحدى الشذوذات الداخلية التي كان من المفترض أن تكون ثابتة. ويفترض هذا التفسير أن البراكين الواقعة في الخلف هي براكين غير نشيطة بما أنها لا تقع على مستوى رأسي مع الشذوذ الذي يسبب النشاط البركاني.
    المثال الثاني في جزر وسط فرنسا  تمثل سلسة Puys مجموعة براكين حديثة حيث تمتد موازية لـ Limagnes وتقع عمودية في اتجاه سحب القشرة الرضية هذا السحب يحدث بعد تكون جبال الألب ولا شيء يمكنه أن يؤكد أن الظروف المحلية في المنطقة قد تغيرت بما يكفي لكي يختفي نشاط هذه البراكين.